17‏/11‏/2007

بين النهد والمهد







تدور احداث كثيرة وحياة بل واكثر
العقل يحفظ فى خزانته تلك الحجرة المظلمة البعيدة التى لا يدخلها الا هو يسترجع منها ما يود ان يتناسى منها ما لا يرغب ولكن ليس دائما يستطيع ان يتحكم فيها

يخرج الطفل من قوقعته التى كان محفوظا فيها يتعرف على عالم جديد من خلال نهد ومهد
النهد هو الحنان والامان واما المهد هو الدفء والسترخاء تداعبه ذكرايات ليست ببعيدة ولكن شغفه لاستكشاف العالم الجديد يجعله يتمسك بالنهد وحين تراوده ذكراياته يسترجعها فى مهده محاولا ان يطابق الواقع بالماضى فقد كان لا يسمع الا دقات قلب امه ولا يشعر الا شعورها وينفعل بانفعالها ويستكين الى استكاناتها واما الواقع فهو تجربته وشعوره وفهمه لعالمه الجديد كل تلك الاحداث يحفظها فى خزانته المصونه ويظل من آن لأخر يبحث عن الأمان والاطمئنان ولكن ليس النهد كل الامان ولا المهد كل الاسترخاء وتظل رحلة بحثه ممتدة الى طول حياته الى ان يجد ما يبحث عنه
تمر الايام ويكبر الطفل وتظل رحلته لا تنتهى يظل يبحث ويجتهد فى بحثه وتمر عليه ايام يذكر فيها النهد الاول ويبحث عن نهد جديد يجد فيه الحنان والامان الاول ربما يجد بعض منه فى صديق او رفيق او انيس او زوجة او ابن وابنة او حتى رفيق ويظل يبحث لانه لم يجد كل الامان ولا كل الدفء تداعبه ذكراياته يذكر كيف كان هنيئا مسترخيا بين ذراعان حانيتان
الى ان يجد نفسه امام موجده ومحييه وكتاب
تستكين نفسه الى الكتاب يتعرف منه على نهده الحقيقى ويتقلب بين صفحاته يلتهم ما يجد من غذاء بن طيات سطوره وداخل اغوار حروفه وكلما تعمق داخله وغاص اعمق يكتشف حقيقته ويترجى مهده يرتوى ويشبع وحين يطمئن وتستكين نفسه وتامن روحه يتمدد اخيرا في مهده الاخير راض مطمئن يعرف انه نام اخيرا فى مهده الحقيقى ورحلة بحثه انتهت فقد وجد النهد الاخير والمهد الاخير
وفيما بين النهدين والمهدين دارت احداث وتقلبت امواج ولكن يظل كل منا يبحث عن نهده الحقيقى ومهده الاخير الحقيقى
هل تبحث ام انك مكتفى بما يسكن الامك ونفسك حتى تجد نفسك فى مهد لم تكن مستعدا له؟

هناك تعليقان (2):

carol 2002 يقول...

نبحث أكيد و نحاول أن نسأل الله أن يرشدنا دائما للطريق السليم

أحيانا يكون واضح امامنا
ولكن ثقل الحمل تغلق عيونا عنه
و ضيق الفكر الانسانى أحيانا
يقوده إلى طرق و حلول دنياويه
وليست سماويه

حينما نمر بالتجاروب و الضيقات
نعى أكثر و نفهم أكثر
و نقدر قيمة الاشياء قبل ان نفقدها
و نعلم أيضا ان الله يجربنا ليختبر قوة إيماننا
و إذا تماسكنا و تمسكنا بفاحص القلوب
سوف نعى حكمته فى ذلك



حمدلله على سلامتك
:)

3aziz 3eni يقول...

الله يسلمك وحشتنى زياراتك يا رقيقة الروح والقلب صاحبة الدمعه التى لا تجف ولا تنساب اشكرك على تعبك واهتمامك