



تدور احداث كثيرة وحياة بل واكثر
العقل يحفظ فى خزانته تلك الحجرة المظلمة البعيدة التى لا يدخلها الا هو يسترجع منها ما يود ان يتناسى منها ما لا يرغب ولكن ليس دائما يستطيع ان يتحكم فيها
يخرج الطفل من قوقعته التى كان محفوظا فيها يتعرف على عالم جديد من خلال نهد ومهد
النهد هو الحنان والامان واما المهد هو الدفء والسترخاء تداعبه ذكرايات ليست ببعيدة ولكن شغفه لاستكشاف العالم الجديد يجعله يتمسك بالنهد وحين تراوده ذكراياته يسترجعها فى مهده محاولا ان يطابق الواقع بالماضى فقد كان لا يسمع الا دقات قلب امه ولا يشعر الا شعورها وينفعل بانفعالها ويستكين الى استكاناتها واما الواقع فهو تجربته وشعوره وفهمه لعالمه الجديد كل تلك الاحداث يحفظها فى خزانته المصونه ويظل من آن لأخر يبحث عن الأمان والاطمئنان ولكن ليس النهد كل الامان ولا المهد كل الاسترخاء وتظل رحلة بحثه ممتدة الى طول حياته الى ان يجد ما يبحث عنه
تمر الايام ويكبر الطفل وتظل رحلته لا تنتهى يظل يبحث ويجتهد فى بحثه وتمر عليه ايام يذكر فيها النهد الاول ويبحث عن نهد جديد يجد فيه الحنان والامان الاول ربما يجد بعض منه فى صديق او رفيق او انيس او زوجة او ابن وابنة او حتى رفيق ويظل يبحث لانه لم يجد كل الامان ولا كل الدفء تداعبه ذكراياته يذكر كيف كان هنيئا مسترخيا بين ذراعان حانيتان
الى ان يجد نفسه امام موجده ومحييه وكتاب
تستكين نفسه الى الكتاب يتعرف منه على نهده الحقيقى ويتقلب بين صفحاته يلتهم ما يجد من غذاء بن طيات سطوره وداخل اغوار حروفه وكلما تعمق داخله وغاص اعمق يكتشف حقيقته ويترجى مهده يرتوى ويشبع وحين يطمئن وتستكين نفسه وتامن روحه يتمدد اخيرا في مهده الاخير راض مطمئن يعرف انه نام اخيرا فى مهده الحقيقى ورحلة بحثه انتهت فقد وجد النهد الاخير والمهد الاخير
وفيما بين النهدين والمهدين دارت احداث وتقلبت امواج ولكن يظل كل منا يبحث عن نهده الحقيقى ومهده الاخير الحقيقى
هل تبحث ام انك مكتفى بما يسكن الامك ونفسك حتى تجد نفسك فى مهد لم تكن مستعدا له؟
هناك تعليقان (2):
نبحث أكيد و نحاول أن نسأل الله أن يرشدنا دائما للطريق السليم
أحيانا يكون واضح امامنا
ولكن ثقل الحمل تغلق عيونا عنه
و ضيق الفكر الانسانى أحيانا
يقوده إلى طرق و حلول دنياويه
وليست سماويه
حينما نمر بالتجاروب و الضيقات
نعى أكثر و نفهم أكثر
و نقدر قيمة الاشياء قبل ان نفقدها
و نعلم أيضا ان الله يجربنا ليختبر قوة إيماننا
و إذا تماسكنا و تمسكنا بفاحص القلوب
سوف نعى حكمته فى ذلك
حمدلله على سلامتك
:)
الله يسلمك وحشتنى زياراتك يا رقيقة الروح والقلب صاحبة الدمعه التى لا تجف ولا تنساب اشكرك على تعبك واهتمامك
إرسال تعليق